الاثنين، 14 يوليو 2014

هل رأى النبي موسى(ع) ربه في الطور؟


سؤال من إحدى المتابعات:


(ولما جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين) سورة الأعراف آية 143 هل النبي موسى رأى رب العالمين عز وجل؟؟



الإجابة:

ذكر تفسير الأمثل، ج5، ص208:
(هل يمكن رؤية الله أساساً؟
نقرأ في الآية الحاضرة أن الله سبحانه قال لموسى(عليه السلام): (انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فهل مفهوم هذا الكلام هو أن الله قابل للرؤية أساساً؟
الجواب هو أن هذا التعبير هو كناية عن استحالة مثل هذا الموضوع، مثل جملة (حتى يلج الجمل في سمّ الخياط) وحيث أنّه كان من المعلوم أنّ الجبل يستحيل أن يستقر في مكانه عند تجلّي الله له، لهذا ذكر هذا التعبير).
أما لماذا سأل النبي موسى ربه ذلك؟، فيقدم الأمثل الإجابة بقوله:
(موسى(عليه السلام) طرح مطلب قومه، لأنّ جماعة من جَهَلة بني إسرائيل أصرّوا على أن يروا الله حتى يؤمنوا (والآية 153 من سورة النساء خير شاهد على هذا الأمر) وقد أمر موسى (عليه السلام) من جانب الله أن يطرح مطلب قومه هذا على الله سبحانه حتى يسمع الجميع الجواب الكافي، وقد صُرّح بهذا في رواية مرويّة عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في كتاب عيون أخبار الرضا أيضاً.
ومن القرائن الواضحة التي تؤيد هذا التّفسير ما نقرأه في الآية (155) من نفس هذه السورة، من أنّ موسى(عليه السلام) قال بعدما حدث ما حدث: (أتهلِكُنا بما فَعَل السفهاءُ منّا)).

أما صاحب الميزان فيقول في ج8، ص132:
(معنى الآية على ما يستفاد من ظاهر نظمها أنه "لما جاء موسى لميقاتنا" الذي وقتناه له "و كلمه ربه" بكلامه "قال" أي موسى "رب أرني أنظر إليك" أي أرني نفسك أنظر إليك أي مكني من النظر إليك حتى أنظر إليك و أراك فإن الرؤية فرع النظر، و النظر فرع التمكين من الرؤية و التمكن منها، "قال" الله تعالى لموسى "لن تراني" أبدا "و لكن انظر إلى الجبل" و كان جبلا بحياله مشهودا له أشير إليه بلام العهد الحضوري "و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني" أي لن تطيق رؤيتي فانظر إلى الجبل فإني أظهر له فإن استقر مكانه و أطاق رؤيتي فاعلم أنك تطيق النظر إلي و رؤيتي "فلما تجلى" و ظهر "ربه للجبل جعله" بتجليه "دكا" مدكوكا متلاشيا في الجو أو سائحا "و خر موسى صعقا" ميتا أو مغشيا عليه من هول ما رأى "فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك" رجعت إليك مما اقترحته عليك "و أنا أول المؤمنين" بأنك لا ترى.)
ويضيف الميزان مستدلاً على استحالة رؤية الله سبحانه كما تُرى الأجسام:
(هذا الذي نسميه الإبصار الطبيعي يحتاج إلى مادة جسمية في المبصر و الباصر جميعا، و هذا لا شك فيه.
و التعليم القرآني يعطي إعطاء ضروريا أن الله تعالى لا يماثله شيء بوجه من الوجوه البتة فليس بجسم و لا جسماني، و لا يحيط به مكان و لا زمان، و لا تحويه جهة و لا توجد صورة مماثلة أو مشابهة له بوجه من الوجوه في خارج و لا ذهن البتة.
و ما هذا شأنه لا يتعلق به الإبصار بالمعنى الذي نجده من أنفسنا البتة، و لا تنطبق عليه صورة ذهنية لا في الدنيا و لا في الآخرة ضرورة).


ودمتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق