الاثنين، 14 يوليو 2014

تفسير (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد)


طلب أحد المتابعين:

تفسير (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد)


الإجابة: 

يذكر تفسيل الأمثل ج14،ص498-499:
((إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد).
«صافنات» جمع (صافنة) وقال معظم اللغويين والمفسّرين: إنّها تطلق على الجياد التي تقوم على ثلاث قوائم وترفع أحد قوائمها الإمامية قليلا ليمسّ الأرض على طرف الحافر، وهذه الحالة تخصّ الخيول الأصيلة التي هي على أهبّة الإستعداد للحركة في أيّة لحظة(1).
«الجياد» جمع (جواد) وتعني الخيول السريعة السير، وكلمة «جياد» مشتقّة في الأصل من (جود)، والجود عند الإنسان يعني بذل المال، وعند الخيول يعني سرعة سيرها. وبهذا الشكل فإنّ الخيول المذكورة تبدو كأنّها على أهبّة الإستعداد للحركة أثناء حالة توقّفها، وإنّها سريعة السير أثناء عدوها.
ويستشف من الآية مع القرائن المختلفة المحيطة بها، أنّه في أحد الأيّام وعند العصر إستعرض سليمان (عليه السلام) خيوله الأصيلة التي كان قد أعدّها لجهاد أعدائه، إذ مرّت تلك الخيول مع فرسانها أمام سليمان (عليه السلام) في استعراض منسّق ومرتّب. وبما أنّ الملك العادل وصاحب النفوذ عليه أن يمتلك جيشاً قويّاً، والخيول السريعة إحدى الوسائل المهمّة التي يجب أن تتوفّر لدى ذلك الجيش، فقد جاء هذا الوصف في القرآن بعد ذكر مقام سليمان باعتباره نموذجاً من أعماله.
ولكي يطرد سليمان التصوّر عن أذهان الآخرين في أنّ حبّه لهذه الخيول القويّة ناتج من حبّه للدنيا، جاء في قوله تعالى: (فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي) انّي أُحبّ هذه الخيل من أجل الله وتنفيذ أمره، وأُريد الاستفادة منها في جهاد الأعداء.)

بينما يرى صاحب (تبيين القرآن)، ص 71-72:
({إذ} اذكر زمان {عرض عليه} على سليمان درهم {بالعشي} وقت العصر {الصافنات} الأفراس {الجياد} الجيدات(1)، وذلك لتهيئتها للحرب في سبيل الله، ولما طال العرض تأخرت صلاته عن وقت الفضيلة وتلافياً لذلك قدّم تلك الأفراس كلها في سبيل الله.
{فقال} سليمان درهم {إني أحببت حب الخير} أي هذا النوع من الحب بأن أحببت الجياد التي أعدت لسبيل الله، فانصرفت {عن ذكر ربي} في وقت الفضيلة {حتى توارت} الصافنات {بالحجاب} في محلاتها، أي انصرافي عن ذكر الله كان من أول العرض إلى حين التواري.
{ردّوها} أي الصافنات، {علي} ارجعوها إليّ لأنفقها في سبيل الله {فـ} لما رُدت {طفق} شرع سليمان درهم يمسح الصافنات {مسحاً بالسوق} جمع ساق {والأعناق} جمع عنق، فإن الإعطاء كان بأن يأخذ ساقها فيعطيها أو عنقها فيعطيها.).


ودمتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق