الاثنين، 21 يوليو 2014

ما معنى: "إن الإنسان لربه لكنود"؟

الأخت (أم علي) إحدى متابعات الخط الساخن تسأل عن معنى:

"إن الإنسان لربه لكنود"

الإجابة:
*نقل تفسير (التبيان في تفسير القرآن) ج10، ص378 ما أورده البعض أن معنى (لكنود) أي:
(لكفور، فالكنود الكفور ومنه الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا، وأصله منع الحق والخير)

*أما تفسير الأمثل، فشرح معناها في ج20،ص 395:
(و«كنود» اسم للأرض التي لا تنبت، وتطلق على الإِنسان الكفور والبخيل أيضاً.
المفسّرون ذكروا لكلمة «كنود» معاني كثيرة، منهم «أبو الفتوح الرازي» نقل ما يقارب من خمسة عشر معنى، ولكنّها غالباً فروع للمعنى الأصلي الذي ذكرناه، من ذلك:
1 ـ الكنود، الذي يهوّل من مصائبه وينسى النعم.
2 ـ هو الذي يأكل نِعم الله وحده، ويمنعها عن الآخرين. وورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أتدرون من الكنود؟ قيل: الله ورسوله أعلم. قال: الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده، ويضرب عبده.(2)
3 ـ الكنود، الذي لا يواسي اخوته في مشاكلهم ومصائبهم.
4 ـ من كان خيره شحيح.
5 ـ من يمنع نعمته عن الآخرين ويجزع في المشاكل والمصائب.
6 ـ من ينفق النعم الإِلهية في المعاصي.
7 ـ من ينكر نعمة الله.
وهذه المعاني ـ كما ذكرنا ـ مصاديق وتفريعات لمعنى الكفران والبخل).

أما معنى (الإِنسان) في الآية فيضيف تفسير (الأمثل) في الصفحة التالية:

(كلمة (الإِنسان) في مثل هذه الاستعمالات القرآنية تعني الأفراد المتطبعين على الشر والشهوات الجامحة والطغيان، وقيل: إنّه الإِنسان الكافر.
فهذه الصفة لا يمكن إطلاقها على مطلق الإِنسان. فثمّة أفراد ليسوا بقليلين من امتزج الشكر والعطاء بدمائهم، ورفضوا البخل والكفران، واستطاعوا بفضل الإِيمان بالله أن يتحرروا من الذاتية والأهواء الدنيئة ويحلقوا في أجواء معرفة أسماء الله وصفاته والتخلق بالأخلاق الإِلهية).

*أما تفسير الميزان، فيذكر في ج20، ص195:
(قوله تعالى: "إن الإنسان لربه لكنود" الكنود الكفور، و الآية كقوله: "إن الإنسان لكفور": الحج: 66، و هو إخبار عما في طبع الإنسان من اتباع الهوى و الانكباب على عرض الدنيا و الانقطاع به عن شكر ربه على ما أنعم عليه.
و فيه تعريض للقوم المغار عليهم[المشار له في الآية السابقة "فالمغيرات صبحا"]، و كان المراد بكفرانهم كفرانهم بنعمة الإسلام التي أنعم الله بها عليهم و هي أعظم نعمة أوتوها فيها طيب حياتهم الدنيا و سعادة حياتهم الأبدية الأخرى.).
ودمتم بخير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق