الأربعاء، 23 يوليو 2014

براءة بلا بسملة والمسد بها بسملة؟!


الأخت (عقيلة) إحدى متابعات الخط الساخن تسأل:
لماذا لم تبدأ سورة براءة بالبسملة وبدأت سورة المسد بالبسملة؟ مع أن كلتيهما، الأولى: بدأت بالتبرؤ من الكفار، والثانية: بدأت بالدعاء على الكافر.

الإجابة:
* نقل تفسير الصافي (2/ 318) رواية واردة:
(في المجمع: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم ينزل (بسم الله الرحمن الرحيم) على رأس سورة براءة لأن بسم الله للأمان والرحمة، ونزلت براءة لدفع الأمان والسيف.
وفيه، والعياشي: عن الصادق (عليه السلام) الأنفال وبراءة واحدة).

*من هنا يشير تفسير الميزان (9/ 146):
(وقد اختلفوا في كونها سورة مستقلة أو جزء من سورة الأنفال،  واختلاف المفسرين في ذلك ينتهى إلى اختلاف الصحابة ثم التابعين فيه، وقد اختلف في ذلك الحديث عن أئمة أهل البيت (ع)  غير أن الأرجح بحسب الصناعة ما يدل من حديثهم على أنها ملحقة بسورة الأنفال).
وعند صحة هذا القول لا يمكن مقارنة سورة براءة مع سورة المسد من هذه الزاوية أقلاً.

*وذكر تفسير الأمثل  (1/ 27):
(وتنفرد سورة التوبة بعدم بدئها بالبسملة، لأنّها تبدأ بإعلان الحرب على مشركي مكة وناكثي الأيمان، وإِعلان الحرب لا ينسجم مع وصف الله بالرحمن الرحيم).
ونقل في تفسير مجمع البيان (5/ 3):
(عن حذيفة قال يسمونها سورة التوبة و هي سورة العذاب)

*لذا يتساءل صاحب كتاب (خواطري عن القرآن) ج2،ص4 بأسلوبه الأدبي حول سورة براءة:
(هل تهدم الأمل بالإنسان الخارج على الله، فحتى لا محاولة، وحتى أقيلت السورة عن استقلالها، ونزع عنها تاج (بسم الله)، حتى لا يهتك (الرحمن الرحيم) عنق الظلام، وحتى لا يكون - من أول المبدأ - سياج ولا باب، أمام الرياح الوحشية، التي هاجت لتوقف دورة الزمان، وتغسل الأرض من آخر تعبير للشيطان؟!)

وقد يكون الفرق بينها وبين سورة المسد إضافة لما ذكرناه سابقاً حول جهة العلاقة بين براءة والأنفال، أن المسد جاءت بذكر شخص واحد محدد، أما سورة براءة فإنها تتحدث عن عموم المشركين.
هذا ما يفضي إليه تأملنا البسيط، والله أعلم بأسرار كتابه.


ودمتم بخير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق