الثلاثاء، 15 يوليو 2014

ما المقصود بـ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ)؟


إحدى المتابعات تسأل:

ما المقصود ب: و لو أن قرءانًا سيرت به الجبال في الآية ٣١ من سورة الرعد

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ...}

الإجابة:
ورد في (التبيان في تفسير القرآن) ج1، ص342:
(" ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى" فترك الجواب، وكان تقديره ولو أن قرآنا سوى هذا القرآن سيرت به الجبال، أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى لسيرت بهذا. ترك ذلك لدلالة الكلام عليه).
وفي تفسير الصافي ج3، ص71:
((ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) زعزعت عن مقارها (أو قطعت به الأرض) تصدعت من خشية الله وتشققت (أو كلم به الموتى) فتسمع فتجيب لكان هذا القرآن لعظم قدره وجلالة شأنه .
القمي قال لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا.)

بينما يقول صاحب الميزان ج11، ص190:
(قوله تعالى: "و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا" المراد بتسيير الجبال قلعها من أصولها و إذهابها من مكان إلى مكان و بتقطيع الأرض شقها و جعلها قطعة قطعة، و بتكليم الموتى إحياؤهم لاستخبارهم عما جرى عليهم بعد الموت ليستدل على حقية الدار الآخرة فإن هذا هو الذي كانوا يقترحونه.
فهذه أمور عظيمة خارقة للعادة فرضت آثارا لقرآن فرضه الله سبحانه بقوله: "و لو أن قرآنا" إلخ، و جزاء لو محذوف لدلالة الكلام عليه فإن الكلام معقب بقوله: "بل لله الأمر جميعا" و الآيات - كما عرفت - مسوقة لبيان أن أمر الهداية ليس براجع إلى الآية التي يقترحونها بقولهم: "لو لا أنزل عليه آية" بل الأمر إلى الله يضل من يشاء كما أضلهم و يهدي إليه من أناب.)

ويظهر أن صاحب تفسير الميزان لا يتفق مع من ذكر أن جزاء لو المحذوف هو (لكان هذا القرآن)، أي لا يكون تأويل الآية هكذا: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لكان هذا القرآن).

وإنما يرى أن الجزاء المحذوف هو على هذه الشاكلة:
(ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لما اهتدوا إلا بإذن الله).
وذلك كي ينسجم المعنى مع المقطع التالي من الآية: (بل لله الأمر جميعاً).

فتجد هذا الرأي يبتان من قول صاحب الميزان ج11، ص191:
(و أنت ترى أن السياق لا يساعد على شيء من هذه المعاني، و أن حق المعنى الذي يساعد عليه السياق أن يكون إضرابا عن نفس الشرطية السابقة على تقدير الجزاء نحوا من قولنا: لم يكن لهم أن يهتدوا به إلا أن يشاء الله.)


ودمتم بخير.

هناك تعليقان (2):

  1. انا اعتقد ان من ينال هذه الايه من الله يستطيع تسير الجبال و تقطيع الارض و تكليم الموتى فهل انا خاطئ برجاء للافاده

    ردحذف
  2. انا اعتقد ان من ينال هذه الايه من الله يستطيع تسير الجبال و تقطيع الارض و تكليم الموتى فهل انا خاطئ برجاء للافاده

    ردحذف