الأحد، 13 يوليو 2014

شروط تعدد الزوجات

سؤال من إحدى المتابعات

الشرع حلل اربع" جملة كثير ما يتداولها الرجال في مجتمعنا الذكوري ! ؟؟سؤالي : ماهي شروط التعدد في الاسلام من الناحية الشرعية سورة النساء "اﻵية 3

الإجابة: 
ذكر صاحب تفسير الأمثل:
((وإِنّ خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة) أي التزوج بأكثر من زوجة إِنّما يجوز إِذا أمكن مراعاة العدالة الكاملة بينهنّ، أمّا إِذا خفتم أن لا تعدلوا بينهن، فاكتفوا بالزوجة الواحدة لكي لا تجوروا على أحد.)
ثم يضيف مبيناً المقصود بالعدالة بأنها لا تشمل الجوانب النفسية وإنما العملية:
(إذن فلا ضير في الحبّ والميل القلبي الذي لا يوجب تفضيل بعض الأزواج في المواقف العملية، وعلى هذا الأساس فإِن ما يجب على الرجل مراعاته هو العدالة بين أزواجه في الجوانب العملية الخارجية أي في نوع التعامل العملي خاصّة إِذ يستحيل مثل هذه المراعاة في المجال العاطفي.)
ويعلق على من يستدل بالقرآن على حرمة التعدد:
(إن الذين أرادوا من ضمّ قوله تعالى: (وإِن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) إِلى قوله تعالى في الآية (129): (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) أن يستنتجوا حرمة تعدد الأزواج مطلقاً بحجّة استحالة مراعاة العدالة بينهن قد وقعوا في خطأ كبير، لأن العدالة المستحيلة مراعاتها ـ كما أسلفنا ـ هي العدالة في المجال العاطفي، ـ وليس هذا من شرائط جواز التعدد في الأزواج، بل إن من شرائط جوازه هو مراعاة العدالة في المجال العملي.)
ويوضح في مكان آخر: (بديهي أنّ أي حكم سماوي لا يمكن أن ينزل على خلاف فطرة البشر، كما لا يمكن أن يكون تكليفاً بما لا يطاق، ولمّا كانت العلاقات القلبية تنتج عن عوامل يكون بعضها خارجاً عن إِرادة الإِنسان، لم يحكم الله بتحقيق العدالة في مجال الحبّ القلبي بين الزوجات، أمّا فيما يخص الأعمال وأسلوب التعامل ورعاية الحقوق بين الأزواج ممّا يمكن للإِنسان تحقيقه، فقد تمّ التأكيد على تحقيق العدالة فيه.
ولكي لا يسيء الرجال استغلال هذا الحكم، طالبت الآية الرجال بأن لا يظهروا الميل الكامل لإِحدى الزوجات إِذا تعسر عليهم تحقيق المساواة في حبّهم لهنّ جميعاً، كي لا يضيع حق الأُخريات ولا يحرن في أمرهنّ ماذا يفعلن! حيث تقول الآية: (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ...))
ولقد روى صاحب تفسير (مجمع البيان)ج3، ص184 هذه الرواية: (المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله و ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنه سأل رجل من الزنادقة أبا جعفر الأحول عن قوله سبحانه « فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة » ثم قال « و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم » و بين القولين فرق قال فلم يكن عندي جواب في ذلك حتى قدمت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن ذلك فقال أما قوله « فإن خفتم ألا تعدلوا » فإنه عنى في النفقة و أما قوله « و لن تستطيعوا أن تعدلوا » فإنه عنى في المودة فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة قال فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال هذا ما حملته من الحجاز)

هذا ما يرتبط بالتفسير المباشر للآية الثالثة من سورة النساء، أما تفاصيل الأحكام الشرعية في المسألة فهي خارج تخصصنا، فنحن في (الخط الساخن للتدبر) نهتم بالجوانب التفسيرية، أما قضايا الفقه فيرجع فيها للموسوعات الفقهية والرسائل العملية.



هناك تعليق واحد:

  1. أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ... السؤال : من اين للملائكة المعرفة بان البشر سيسفكون الدماء ؟

    ردحذف