الأربعاء، 16 يوليو 2014

كيف يصف الكفار بأنهم إخوان المؤمنين؟!!


(الخط الساخن للتدبر)

الأخت (نرجس حسن)، إحدى المتابعات للخط الساخن تسأل حول:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة آل عمران : 156]
كيف يصف الله اللذين كفروا في الآيه بأنهم أخوان اللذين آمنوا وجاهدوا في سبيل الله ؟ 

الإجابة:

* في تفسير شبر، ص102:

((يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) أي المنافقين (وقالوا لإخوانهم) لأجلهم وإخوتهم في النسب أو المذهب (إذا ضربوا) سافروا (في الأرض) لتجارة ونحوها (أو كانوا غزى) جمع غاز (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) مقول قالوا (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) متعلق بقالوا واللام للعاقبة (والله يحيي ويميت) لا الحضر والسفر (والله بما تعملون بصير).)

* وهذا الأسلوب موجود بكثرة في القرآن الكريم، فكثير من الأنبياء نسب القرآن الأخوة بينهم وبينه أقوامهم:
(إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون، إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون، إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون، إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون، وَاِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً، وإلى ثمود أخاهم صالحا، وإلى عاد أخاهم هودا،...)

وحول الآية الأخيرة يعلق صاحب (التبيان في تفسير القرآن) ج4، ص442:
(و(الأخ) أحد الولدين لواحد. وإنما قال لهود (ع) أنه أخوهم، لأنه كان من قبيلهم، وجاز ذلك على غير الأخوة في الدين، لأنه احتج عليهم أن يكون رجلا منهم، لأنهم عنه أفهم واليه أسكن.)

* وفي تفسير الأمثل، ج11، ص411:
((إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون)...
والتعبير بكلمة «أخ» تعبير يبيّن منتهى المحبّة والعلاقة الحميمة على أساس المساواة... أي أن نوحاً دون أن يطلب التفوق والاستعلاء عليهم، كان يدعوهم إلى تقوى الله في منتهى الصفاء.
والتعبير بالأُخوة لم يَردْ في شأن نوح في القرآن فحسب، بل جاء في شأن كثير من الأنبياء، كهود وصالح ولوط، وهو يلهم جميع القادة والأدلاء على طريق الحق أن يراعوا في دعواتهم منتهى المحبة المقرونة بالاجتناب عن طلب التفوق لجذب النفوس نحو مذهب الحق، ولا يستثقله الناس!...)
وهكذا الأمر مثلاً بالنسبة للنبي هود، فورد في الأمثل ج11،ص419:
((إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون).
لقد دعاهم إلى التوحيد والتقوى في منتهى الشفقة والعطف والحرص عليهم، لذلك عبّر عنه القرآن بكلمة «أخوهم»...)

وأيضاً نبي الله صالح، ففي ص428 من ج11:
((إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون)...
لقد كان النّبي صالح هادياً ودليلا لقومه مشفقاً عليهم، فهو بمثابة «الأخ» لهم، ولم يكن لديه نظرة استعلائية ولا منافع ماديّة، ولذلك فقد عبّر القرآن عنه بكلمة «أخوهم»...

أما في تفسير الميزان ج15،ص295:

(قوله تعالى: "إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون" المراد بالأخ النسيب كقولهم: أخو تميم وأخو كليب)
ودمتم بخير.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق