الاثنين، 14 يوليو 2014

تفسير الآية الأولى من سورة الإنسان


طلب أحد المتابعين:
معنى الآية الأولى من سورة الإنسان: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُور).

الإجابة

يقول صاحب (تبيين القرآن) ص245:
(هل أتى على الإنسان} جنسه {حين من الدهر} مدة من الزمان {لم يكن شيئاً مذكورا} يذكر، بل كان عدماً محضاً، والاستفهام لأجل التقرير وتذكيرهم بأصلهم.)

وذكر صاحب (التبيان في تفسير القرآن) ج10، ص205:
(يقول الله تعالى (هل أتى على الإنسان) قال الزجاج: معناه ألم يأت على الإنسان (حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) يعني قد كان شيئا إلا انه لم يكن مذكوراً، لأنه كان ترابا وطينا إلى أن نفخ فيه الروح).

وينقل صاحب (الأمثل) عن بعض التفاسير في ج19، ص244:
(وجاء في بعض التفاسير أنَّ المراد بالإنسان هنا هم العلماء والمفكرون الذين لم يكونوا مذكورين قبل انتشار العلم، وعند وصولهم إلى العلم وانتشاره بين الناس أصبح ذكرهم مشهوراً في حياتهم وبعد موتهم).

ويذكر تفسير الصافي ج5، ص 259 عدة روايات في شرح (لم يكن شيئاً مذكوراً):
(في الكافي عن الصادق عليه السلام قال كان مقدورا غير مذكور .
وفي المجمع قال كان شيئا مقدورا ولم يكن مكونا .
وعن الباقر عليه السلام قال كان شيئا ولم يكن مذكورا .)

بينما يفسر صاحب (الميزان) الآية في ج20، ص120:
("هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً" الاستفهام للتقرير فيفيد ثبوت معنى الجملة وتحققه أي قد أتى على الإنسان "الخ" ولعل هذا مراد من قال من قدماء المفسرين: إن "هل" في الآية بمعنى قد،  لا على أن ذلك أحد معاني "هل" كما ذكره بعضهم.
والمراد بالإنسان الجنس.
وأما قول بعضهم: إن المراد به آدم (عليه السلام)  فلا يلائمه قوله في الآية التالية: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة".
والحين قطعة من الزمان محدودة قصيرة كانت أو طويلة، والدهر الزمان الممتد من دون تحديد ببداية أو نهاية.
وقوله: "شيئا مذكورا" أي شيئا يذكر باسمه في المذكورات أي كان يذكر مثلا الأرض والسماء والبر والبحر وغير ذلك ولا يذكر الإنسان لأنه لم يوجد بعد حتى وجد فقيل الإنسان...)

ويلخص الميزان تفسير الآية بقوله في ص121:
(والمعنى هل أتى - قد أتى - على الإنسان قطعة محدودة من هذا الزمان الممتد - غير المحدود والحال أنه لم يكن موجودا بالفعل مذكورا في عداد المذكورات.)


ودمتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق