الاثنين، 14 يوليو 2014

ما معنى (ربطنا على قلوبهم إذ قاموا)؟


طلبت إحدى المتابعات:

معنى (ربطنا على قلوبهم اذ قاموا) سورة الكهف

(وَ رَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّمواتِ وَ الأَرْضِ...) 14- الكهف

الإجابة:

يذكر صاحب (تفسير غريب القرآن) ص344:
((ربطنا على قلوبهم) ثبتنا قلوبهم وألهمناهم الصبر).

ويقول (تفسير مجمع البيان)، ج6، ص283:
(« و ربطنا على قلوبهم » أي شددنا عليها بالألطاف و الخواطر القوية للإيمان حتى وطنوا أنفسهم على إظهار الحق و الثبات على الدين و الصبر على المشاق و مفارقة الوطن)

وقريب منه قول تفسير الميزان ج13، ص133:
(قوله تعالى: "و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا" إلى آخر الآيات الثلاث الربط هو الشد، و الربط على القلوب كناية عن سلب القلق و الاضطراب عنها)
ويضيف ص134:
(هذا فقد دلوا بكلامهم هذا أنهم كانوا علماء بالله أولي بصيرة في دينهم، و صدقوا قوله تعالى "و زدناهم هدى" و في الكلام على ما به من الإيجاز قيود تكشف عن تفصيل نهضتهم في بادئها فقوله تعالى: "و ربطنا على قلوبهم" يدل على أن قولهم: "ربنا رب السماوات و الأرض" إلخ لم يكن بإسرار النجوى و في خلأ من عبدة الأوثان بل كان بإعلان القول والإجهار به في ظرف تذوب منه القلوب و ترتاع النفوس و تقشعر الجلود في ملأ معاند يسفك الدماء و يعذب و يفتن.)

ويتأمل تفسير الأمثل في الآيات فيقول في ج9، ص208:
(نستفيد مِن تعبير (ربطنا على قلوبهم) أنَّ بذرة التوحيد وفكرته كانت مُنذ البداية مرتكزة في قلوبهم، إِلاَّ أنّهم لم تكن لديهم القدرة على إِظهارها والتجاهر بها. ولكن الله بتقوية قلوبهم أعطاهم القدرة على أن ينهضوا ويعلنوا علانية نداء التوحيد.
وليس مِن الواضح فيما إِذا كانَ هذا الإِعلان قد تمَّ أوّلا أمام ملك زمانهم الظالم (دقيانوس) أو أنَّهُ تمَّ أمام الناس، أو أمام الاثنين معاً (الحاكم الظالم والناس) أو أنّهم تجاهروا به فيما بينهم أنفسهم؟
لكن يظهر مِن كلمة (قاموا) أنَّ إِعلانهم كان وسط الناس، أو أمام السلطان الظالم).


ودمتم بخير.

هناك تعليق واحد: