إحدى المتابعات تسأل عن:
آخر آية في القرآن الكريم وآخر
سورة منه نزلت على الرسول؟
الإجابة:
أولاً/ آخر آية:
* ينقل صاحب (التبيان في تفسير القرآن)ج5،ص324 حول آية: (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم(129)) ما يلي:
(قال أبي بن كعب وسعيد بن جبير والحسن وقتادة:
هذه آخر آية نزلت من القرآن ولم ينزل بعدها شيء).
*وقريب منه ما ذكره صاحب كتاب (القرآن الكريم.. تدوينه وعلومه..
وأهم المسائل حوله) في ج5،ص357:
(وروي عن ابن عباس أن آخر آية نزلت ( لقد جاءكم
رسول من أنفسكم )) وهي الآية التي تسبق (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو
عليه توكلت وهو رب العرش العظيم(129))
*بينما يشير صاحب الميزان ج2، ص244:
(و قد قيل: إن هذه الآية: و اتقوا يوما ترجعون
فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون، آخر آية نزلت على رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) و سيجيء ما يدل عليه من الروايات في البحث الروائي
التالي).
وضمن البحث الروائي ج2،ص245 ينقل:
(و في الدر المنثور، بطرق عديدة عن ابن عباس و
السدي و عطية العوفي و أبي صالح و سعيد بن جبير: أن آخر آية نزلت من القرآن قوله
تعالى: و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى آخر الآية)
إلا أنه في مواطن أخرى من تفسيره يذكر آيات
غيرها يشار لها بأنها آخر آية نزلت.
*كما أن هناك من يرى أن آية (اليوم أكملت لكم دينكم) هي آخر آية نزلت، كما يذكر كتاب (منهج دراسة
مصادر التاريخ الإسلامي) في ص9.
ثانياً/ آخر سورة:
*بينما آخر سورة يذكر الأمثل في ج3، ص570 عند تفسير سورة المائدة:
(تدل الروايات الإِسلامية وأقوال المفسّرين على
أنّ هذه السورة هي آخر سورة أو من السور الأخيرة التي نزلت على النّبي(صلى الله
عليه وآله وسلم)، وقد ورد في تفسير العياشي نقلا عن الإِمام الباقر(عليه السلام)
أنّ الإِمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: «نزلت المائدة قبل أن يقبض
النّبي(عليه السلام) بشهرين أو ثلاثة».)
ويضيف:
(ولا يتنافى هذا الكلام مع ذلك الذي ورد في
الجزء الثّاني من تفسيرنا هذا ـ في هامش الآية (281) من سورة البقرة ـ حيث قلنا
هناك بأنّ هذه الآية هي آخر آية نزلت على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ
كلامنا الحالي هو عن آخر سورة نزلت على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكلامنا
السابق كان عن آية واحدة.)
*وقيل أيضاً أن آخر سورة نزلت سورة براءة كما نقل عن مجمع البيان ج 5 ص 149
*أما سورة النصر فيذكر كتاب (تلخيص التمهيد) ما يشير إلى أن آخر ما نزل هو سورة النصر، فيقول
في ص80:
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( وآخِر
سورة نزلت : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ ) )
*إلا أنه في الأخير يحاول الجمع بين الروايات المختلفة، في تحليله
بصفحة81:
(لا شكّ أنّ سورة النصر نزلت قبل براءة؛ لأنّها
كانت بشارة بالفتح، أو بمكَّة عام الفتح (2) ، وبراءة نزلت بعد الفتح بسنة.
فطريق الجمْع بين هذه الروايات : أنَّ آخِر
سورة نزلت كاملة هي سورة النصر ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أمَا إنَّ نفسي
نُعيَت إليَّ ) (3) ، وآخِر سورة نزلت باعتبار مفتتحها هي سورة براءة .
وأمّا آية : ( وَاتّقُوْا يَوْمَاً تُرْجَعُونَ
فِيهِ إِلَى اللّهِ ) فإن صحَّ أنّها نزلت بمِنى يوم النحْر في حجَّة الوداع ، كما
جاء في رواية الماوردي (4) ، فآخِر آية نزلت هي : آية الإكمال ، كما ذكرها
اليعقوبي ؛ لأنَّها نزلت في مرجعه ( صلّى الله عليه وآله ) من حجَّة الوداع ثامن
عشر ذي الحجّة ، وإلاّ فلو صحَّ أنَّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عاش بعد آية (
وَاتّقُوْا..) أحداً وعشرين يوماً ، أو سبعة ، أو تسعة أيام ، فهذه هي آخر آية
نزلت عليه ( صلّى الله عليه وآله ) .
والأرجح عندنا: هو ما ذهب إليه اليعقوبي ؛
نظراً لأنَّها آية الإعلام بكمال الدِين، فكان إنذاراً بانتهاء الوحي عليه ( صلّى
الله عليه وآله ) بالبلاغ والأداء ، فلعلَّ تلك الآية كانت آخِر آيات الأحكام ،
وهذه آخر آيات الوحي إطلاقاً .
وهناك أقوال وآراء أُخر لا قيمة لها ، إنَّها
غير مستندة إلى نصّ معصوم.)
ولقد اختلفت الأقوال عموماً في هذه المسألة،
ولا نجد أن الموضوع يليق بالجهد الذي بذل لأجل تحصيل آخر آية أو آخر سورة في
القرآن، فالثمار التي قد تذكر من جراء معرفة ذلك محدودة جداً عند مقارنتها مع النتائج
المتحصَّلة من الاهتمام بمضمون آيات القرآن عموماً وتحليلها وهو ما نسعى له في
(الخط الساخن للتدبر).
ودمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق